ملفات شائكة بقلم: سلوي محمد علي
تزداد يوما بعد يوم وتيرة فرض آراء خاصة في موضوعات تهم أو تهدم كيان الأسرة المصرية و تفتح أبواب و أبواق لوساوس شياطين الإنس و الجن معا .
فمثلا انتشر في الآونة الأخيرة أقاويل أن الزوجة مثلا أو الأم ليست ملزمة أن تقوم بأي دور في البيت من طهي و رعاية و عناية أو تغذية الرضيع أو إنفاق راتبها أو جزء منه على أسرتها .
"الزوج مش ملزم بكذا و ملزم بكذا" .. أو ماشابه ذلك من أطروحات واهية و إحداث تنمر واضح على رواسخ مجتمعية أو نقل خبرات جراء فشل شخصي ، و للأسف أحيانا تصدر هذه الآراء المسمومة من شخصيات نالت القدر الكافي من الثقافة و لها صوت مسموع و مؤثر في المجتمع المصري .
تربينا و نشأنا على أن الأم هي مصدر السكينة و المودة والحنان و الرعاية و لها النصيب الكبير من العاطفة الفطرية و التي تؤهلها بأن تعطي بلا حدود ..و الأب هو القوامة في حمل المسؤولية و الاحتواء و السند والرحمة و قوة التحمل في أن يصنع المستحيل لأبنائه.. إنها منظومة ربانية الصنع في زرع محبة ورحمة و سكينة لتهيئة سكن صالح لتموين و لتكوين أسرة وللتفرغ لخدمة و رضاء الأبناء ، و الاستمرار في العطاء دون كلل أو ملل في أن تكون غاية والديهم بلا تصنع أو رياء ، إنها فطرة الأسوياء .
إن أجمل مايميز الأسرة المصرية سواء كانت في الريف المصري أو في الحضر ..أن كيان الأسرة قائم على مفردات جميلة مثل العطاء و تعاقب الأدوار و إنكار الذات و المشاركة في الحياة بسلاسة لاتتدخل فيها نوازع الأنا أو أنت ..بل قائمة على نحن .
و كذلك أي علاقة ثنائية بين المرؤؤس و رئيسه .. طالب الخدمة و مقدمها .. الطالب و معلمه ..أي علاقة ثنائية إذا لم يكن أساسها التقدير والاحترام و الرحمة و جودة التعامل و تبادل الحقوق والواجبات لإنجاح مردود هذه الثنائيات ، فقل لي كيف ستبنى أعمدة المجتمع بأكمله من دون ذلك ؟! .
القاعدة الرئيسية في أي حياة مشتركة يجب أن تقوم علي أساس وهو الإحسان وأيضا المعروف و استخدامهما في أوضاعهما الصحيحة ، فالمعاشرة تكون بالمعروف و الحياة بالإحسان، و أيضا المفارقة أو مغادرة الآخر لتكن بالمعروف .
حان وقت ظهور منابر النور في صد هذه الهجمات المتلاحقة في رفض و تحريم إصدار أي فتوي إلا من علماء متخصصين ، ووأد أي فتنة في وقتها بالرأي الصحيح .
و أخيرا ننصح بعضنا البعض أن لا تهزوا، و لاتقتربوا من الأوتاد الثابتة .. وتد العقيدة ..وتد الأسرة ..وتد الإنسانية .
كاتبة المقال .. إعلامية و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.
تعليقات
إرسال تعليق