شكرا من هنا.. لأبعد نقطة هناك
كتبت : سلوي محمد علي
من يشكر الناس يشكر الله ..أؤمن بها و أعمل لها عمر طويل .. فالشكر و الحمد يجعل الإنسان طيع لربه و مطمئن لقدره علي يد القادر المهيمن العزيز .
حقا شكر الإنسان لأخيه علي الأفعال و لو كانت بسيطة تخلق نوع من التأخي و المحبة و دوام حسن الارسال و الاستقبال ، تهون مصاعب و محن الحياة ..الكلمة الطبية صدقة .. و الفعل الجيد تثاب عليه و الحسنة بعشره أمثالها و يضاعف الله لك و لغيرك الجزاء بسلامة النية و القصد .
فعلا نحن جميعا نحتاج إلي من نطمئن إليه و يفرح بوجودنا و يبحث عنا و يعشق تفاصيلنا و يغض الطرف عن غفواتنا و يتقبل عفويتنا أو يغض الطرف عن نواقصنا نتيجة ضغوط ظروف ، أو قهر مرهون بلقمة عيش محفوف .
نحتاج هذه النوعية من حاملي لواء الإنسانية باقتدار .. و يحفروا بأناملهم قواعد البنيان ليكونوا فعلا هما الأساس .. اللي بيكملوا معانا مهما جري بنا و تبدل الإحساس .. نماذج بريئة صادقة جريئة تجعل الحياة تدوم وتنتقل بنا من حال لحال أفضل بعيدأ عن أي وسواس.
رأيت طوال حياتي نماذج مختلفة من السلوك البشري الذي يعكس فقه تقبل الأخر بكل تفاصيله ..فلا يوجد كمال غير لدي المولي عز و جل ..و لكن وجود من يهون عليك الرحلة هم هؤلاء الذين يزرعهم الله بمحبة خالصة لك ..يوجهوك و يتوجهون نحوك بقلب سليم و بوجه بشوش وأبتسامة تمحي أثار تجاعيد عمر مرير ، هم الذين يراضونك بمعزة ولا يوجد مجال للتمثيل أو تزييف الأفعال للتفاخر أو للتعجيز ..محبة الرفقاء الأسوياء ..التي تؤمن و تترجم المعني الثري العميق في حب لاخيك ما تحبه لنفسك .
عندما تكون هذه النماذج المضيئة موجودة و إن قل عددها ..تكون الحياة لها مذاق مختلف تصبغها الرأفة و المرونة و طيب الخاطر و لمة الأحباب .
و إن أعظم الأعمال السمحة أنها فضيلة جبر الخاطر في كل الأديان ..التي تشعرنا بأهميتنا لدي من يقوم بها ..فعلا شكرا من هنا مش بس لبكره ..ده شكرا علي مدي العمر و الأزمان ، شكرا لكل من رسم بسمة و نحت في صخر المصاعب بتفاؤل محبب نرغب في أن نعيشه رغم كل التحديات .. فحقا تفاءلوه بالخير ..تجدوه .
كاتبة المقال .. مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة بهية و المناخ .
تعليقات
إرسال تعليق