سلوى محمد علي تكتب: انفراجة التغيير
أصبحت هناك ضرورة ملحة في التعامل مع التغيرات المناخية العالمية و التي تأثرت بها مصرنا الحبيبة مثلها مثل باقي الدول الأفريقية و العربية والغربية جراء الإحتباس الحراري العالمي و نتيجة للحلم الامريكي والأوروبي في تملك زمام العالم بكافة الصناعات المشروعة منها و لا المشروع فيها .
و كنا نتمني أن تقوم هذه الدول الصناعية الكبري بتحمل مسؤولياتها المادية لإجراء التكيف اللازم من إرتفاع درجات حرارة الأرض تجاه الدول التي تضررت و تأثرت جراء التجارب النووية و الصناعات غير آمنة النتائج و التأثير .. مما عرض باقي دول العالم لتغييرات و تغيرات مناخية صعبة وغير مسبوقة علي مدار الآونة الأخيرة و التي ستستمر للأسف سنوات طويلة سنعاني من تأثير التغيرات و قلة وضآلة المخرجات من الإنتاج الزراعي و الداجن و الحيواني و السمكي و تغير ملموس من طبيعة الحياة في كافة النواحي .
و كانت ضرورة علي الدولة المصرية التصدي لهذه الظاهرة العالمية بعمل حزمة من الإجراءات التي تساعد علي ترشيد الاستهلاك سواء من الكهرباء او المياه أو محاولة الاكتفاء الذاتي من وسائل مقومات الحياة و الطاقة و الغذاء بكافة أنواعه .. بالإضافة إلي جائحة كورونا و الحروب الدائرة في بقع كثيرة من العالم سواء سياسية أو حدودية أو علي موارد الحياة المختلفة و التي بالضرورة أثرت بالسلب علي توفير الاحتياجات من الغذاء و الطاقة و غيرها من مقومات الحياة الطبيعية لما علي سطح الأرض .
و أثمن هنا مجهودات الدولة المصرية في الحفاظ علي مكتسبات الإصلاح الاقتصادي الذي تم خلال السنوات الأخيرة و تعظيم الاستفادة من الاكتفاء من الغاز و الكهرباء و أنواع من سلع غذائية و بجودة و بكفاءة إنتاج و تصدير عالمية .
و أويد الرأي الذي يدعو في أن يتم تقليص عدد ساعات عمل الجهاز الإداري والخدمي والغير إقتصادي في أن يكون 6 ساعات يوميا و علي مدار ثلاث ايام من الاثنين الي الاربعاء فقط .. ودون أن يؤثر ذلك علي مجمل دخل للعامل .. ولنا في تجربة طوارئ جائحة كورونا الدليل علي نجاح الفكرة دون تأثير كبير علي نتائج الأعمال .. مما سيوفر الكثير من هدر للطاقة ولوسائل النقل و سيمثل إنفراجة للمرور و التركيز علي منح هذه المقومات الهامة للمساكن و المخابز والأسواق والجامعات و المدارس و المستشفيات و الفنادق والقري والأماكن السياحية والبنوك والوزارات و الهيئات ذات الجدوي الاقتصادية العالية سواء بشرية أو مادية .
أن التجربة لهي خير دليل .. فلما لا نجرب و سواء إختلفنا أو إتفقنا ، فالنتائج هي الحاسمة للمردود ، و دائما أي تغيير يقابله مقاومة وقوة رفض داعمة للثبات و لكنها سمة الحياة .. فلولا ظهور الضوء لما إنحسر الظلام .. و لولا عمق البقاء ما أحسسنا وجع الفناء .. و لولا الميلاد الجديد ..لما كانت بهجة الحياة شديد .
كاتبة المقال ... مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ .
تعليقات
إرسال تعليق