القائمة الرئيسية

الصفحات

حمادة مرعي يكتب: ولا خير في ود يجئ تكلفا



كما أن ثمة شعرة بين المُجاملة والنفاق ، فالمُجاملة امتداح بما في الممدوح من صفات متأصلة ، والنفاق إطراء على غير واقع ، فإن هناك خيطاً رفيعاً يفصل بين الود الحقيقي والتكلف !!.

فالود الحقيقي يكون طبيعة في المرء ظاهره وباطنه ، أما التكلف فهو إدعاء ظاهري يحتاج إلى جهد من صاحبه وحرص وانتباه !!.

الود الحقيقي مثل الورود الطبيعية ، تنثر العطور أينما وضعت ، أما التكلف فهو كالورود المصنوعة من البلاستيك ، لاعبق لها ولا شذى ولاعبير ، وإن بدا مَظهرها لامعاً برّاقاً يخدع الجاهل بحقيقتها !!.

فلماذا نتكلف في علاقاتنا ، ولماذا لا نتعامل بوضوح وجلاء وصراحة ومُكاشفة ، دون خدش لحياء الآخرين ، فبعض الصراحة وقاحة !!. 

لماذا لايكون ودنا حقيقياً ، نابعاً من قلوبنا وقناعاتنا ، فيخرج في تلقائية وصدق ، لازيف فيه ولا ادعاء ولا رياء !! 

فلا تبالغ في المجاملة حتّى لا تسقط في بئر النفاق. وإذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك ، فالمنافق لسانه يسرّ وقلبه يضرّ !!.

فلا تحاول أن تجهد نفسك لتبدي لأحد وداً أو حباً ليس من أعماقك ، ولا تشعر به ، بل اترك مشاعرك على سجيتها ، تنطلق مثل طائر يرفرف بجناحاته في الفضاء الرحب ، فلا خير في ود تشوبه المُجاملة ، وتعتريه المُهادنة ، ولا خير في ود يجئ تكلفا ، ولا خير في خِل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا ، وينكرُ عيشاً قد تقادم عهده ، ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا    !!.

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك