د. سلوى محمد علي تكتب: التكافل .. رحمة
يزداد يوميا بعد يوم إحتياجنا لنشر و تعميق و إظهار فضائل و أخلاقيات الإنسانية التي وردت و حثت عليها كل الرسالات والأديان السماوية .
ووجدنا أننا بحاجة الآن لفضيلة التكافل وصبغ العلاقات وخاصة صلة الارحام بها ، ففي الأسرة الواحدة نجد العديد من الطبقات و الشرائح المختلفة ، لما لا نتكاتف و يسند و يستر بعضنا الاخر حتي يشعر الجميع بالاكتفاء و الإرتواء الذي يشفي العقول من الحيرة و الحرمان و يساهم في سلامة القلوب من الوحشة و الظنون .. فكل ذي نعمة محسود ، أن التكافل هو دواء لطرفي المعادلة فلنعتبرها ضريبة الأمان النفسي و المعنوي و تنفيذا للرحمة التي أنزلها الله في قلوب الرفقاء و أمرنا بها لكي يستمر الهدوء .
و لأننا لا نستطيع مجابهة جشع التجار المتزايد في إحتكار السلع و تقلب الأسعار اليومي نتيجة إرتفاع العملة الصعبة التي صعبت و ضيقت علينا الحياة نتيجة لنمط حياتنا الاستهلاكي و ليس الإنتاجي ، الا بالابتعاد عن السلع المستفزة الاسعار حتي تهدأ ثورتها و ترجع إلي قواعدها سالمة و أن يشعر التجار بصفعة الركود و يستجيب للقوة البشرية الشرائية التي من المفترض أن تحدد الاتجاه و ليس العكس ... و هنا أيضا وجب التكاتف يد واحدة ضد هؤلاء حتي يفيقوا ووقف هذا الغليان .
و لا ننسي دعوة و منهج السيد الرئيس منذ ساعاته الأولي في ترسيخ مبدأ الاكتفاء الذاتي من الحبوب و السلع و الغاز و الكهرباء و غيرها .. لان ذلك من أهم دعائم التخلص من الهيمنة العالمية المسيطرة علي مقدرات الشعوب ، فمن يملك عيشه .. يملك قراره و حياته .
وجب علي جميع المنصات الإعلامية و المتفرغة لترويج تنافس برامج الطهي المختلفة ..أن تلقي الضوء و تحفز علي فضيلة تكافل و تكاتف الأفراد والمؤسسات حتي نستطيع أن نخرج سالمين من هذا النفق الضيق فالدول تحتاج إلي دعم و مساندة لكي تقوم بواجباتها نحو الشعوب ، و إذا لم نضاعف أوقات العمل الحقيقي و ليس الظاهري المحسوب بالساعات أي أن يكون بالمخرجات و حوافز تصرف للانتاج وتجد الدولة يد المساعدة و يفيق المجتمع من نمطه الاستهلاكي المدمر و نتجه بعزم حقيقي الي مضاعفة الإنتاج وزيادة الرقعة الخضراء التي تساهم في تخفيف حده المناخ و إستصلاح المساحات الرملية و الجبلية التي تصلح لبعض الحبوب و إستغلال المساحات الكبيرة في إقامة الصوب و الصوامع و أن نزرع ما نأكله و نصنع ما نحتاجه ،ونتجنب و نرشد مجالات الصرف والإستهلاك المرعب في الاتصالات و غيرها من توابع ملهاه التكنولوجيا المنقولة .
وإعمالا لقول رسولنا الكريم أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة .. فما بالنا و كفالة و تكافل و ستر مجتمع كامل نفسه بنفسه يقوم علي ترسيخ روابط وأسس من المحبة وإنكار الذات و الاحساس بالآخر .
كاتبة المقال .. مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ و سفيرة بهية .
تعليقات
إرسال تعليق