الاستقرار طريق السلام.. كتبت د / سلوى محمد علي
كنت من قبل أؤمن بأن فرض أجواء السلام و تأثيراته علي الأجيال و علي الشعوب هي من تصنع الاستقرار .
و لكن عندما مرت بنا إختناقات كثيرة و جائحات مختلفة وحروب دولية كانت أو إقليمية و إضرابات هنا أو هناك .. أدركت أن الإستقرار المنشود في حياة الأفراد و الشعوب يخلق السلام الأمني و النفسي و الاجتماعي و العالمي الذي ننشده .
و جبت الآن علي كل القوي و الأطراف المختلفة الرؤي في قناعاتها و بدون مزايدة علي وطنية أي طرف في نبذ سبل الفرقة و الاختلاف و نقفز بعيدا عن النزاعات الشخصية أو تحقيق حلم منفرد ، وأن نتجه جميعا للإلتفاف جنبا إلي جنب لتعظيم قوة و تماسك بلدنا و تفضيل المصلحة العليا للوطن علي أي فوز شخصي لإثبات وجهة نظر تخالف الاخرين .
عين الصواب الآن هو التلاحم حول قيادتنا الوطنية الحكيمة في قراراتها ودعم الدولة المصرية و تعزيزها و التفرغ للعمل الجاد الدؤؤب الذي يعزز التوجه للإكتفاء الذاتي المسار الطبيعي الذي طالما سعينا فيه و تؤكده الآن المرحلة الحرجة الذي نمر بها ووجوبية التكامل التام بين المصريين و كل أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية ، و عدم الالتفاف إلي الخلف و تكملة مسارات التنمية و الاكتفاء التي تتم عبر سنوات .
الامال و التوقعات المطلوبة كبيرة لكي تستوعب كم الاحتياجات المستقبلية و لا يكون ذلك إلا بتضافر قطاعات الدولة العام منها والخاص لتحمل الصعوبات و التحديات من مواجهة الغلاء و قلة الموارد و صعوبة تدبير العملة الصعبة نظرا لإعتمادنا علي الاستيراد لأغلب الإحتياجات مما يستوجب بذل المزيد من الجهد و الخطط لتقليل الإعتماد علي الآخر و محاولة الوصول للإكتفاء الذاتي للحفاظ علي الإستقرار .
إن استطاعتنا في مقاومة مايحدث علي الصعيد الإقليمي و الدولي من نزاعات و اختلافات وإختلاقات لايتأتي إلا بتماسك حقيقي غير مزيف لجبهتنا الداخلية أولا .. ونصبح جميعا علي قلب رجل واحد و كلمة واحدة ، ممن يري الأمور من كافة الزوايا و ليست زاوية واحدة بحسب .. وأعلم أن الوقت حرج و الضغوط كبيرة و لكني أومن بأننا نبدأ بأنفسنا أولا و ممن نملك .. ثم نتجه خارجنا .. فلتتحد جبهتنا الداخلية و لنغلب قيمة و فضيلة الإستقرار علي أي مطلب اخر الان حتي ننعم بالطريق للسلام الذي نريده لأنفسنا و للأجيال القادمة .
كاتبة المقال .. مدير مكتب موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة ومدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.
تعليقات
إرسال تعليق