ياسمين الجاكي تكتب: (فلسطين ) .. حروف وطن
حالة من الحزن والحسرة والعتمة تسكن كل بيت، وتكمن بقلب كل أسره ، لما يحدث لأشاقائنا بدولة فلسطين المحتلة، و الذى يشهد فى الآونة الأخيره ظلم وقهر تاريخي الأبشع فى العالم ، قلوبنا تنزف ،وعيوننا تبكي ، وعقولنا مشتته ، أيادي مكتفه مشلولة، حياه كاحلة مخيفه ، وضع مأساوي يشعر به كل صغير وكبير ، دعوات تنبع من القلوب بأن تزول هذه الغمة وهذه الوحشية واللا إنسانية، كابوس نعيش فيه ونتمنى أن نستيقظ منه سريعاً.
أطفال مشرده لا ملجأ لها ..أسر مقهوره ..أبادات جماعية .. دموع وآهات .. صرخات أمهات .. استغاثات ومناشدات ..أدخنه ونيران ..لا كهرباء ولا ماء ولا وقود.. لا طعام ولا دواء ولا مؤن ..جثث تحت الأنقاض بقايا ألعاب وكتب وأحذية وأسر.. ظلام وخراب..عنف وظلم ..دوى صفارات إنذار فى جميع الأنحاء..
تيتمت الأطفال.. حرقت المنازل .. نسفت المباني والمستشفيات والمدارس ..
فداك جميعاً يا فلسطين ، و على استعداد تام بالتضحيه بأى شىء من أجلك ، أهالينا وشعبنا وجيوشنا تدعمك وتناصرك وقلوبنا معك ..
أبداً لن نترك هذا الظلم يسود ..وهذه الوحشية تتغلغل .. فسينفرج الهم وستزول الغمه .. فإن بعد اليسر يسراً ، ولن ينتصر هذا الظلم والطغيان ..
سنتكاتف جميعاً لإعلاء كلمة الحق ،ولرفع راية الإسلام ،بحق دمعة كل طفل فلسطيني مكلوم فقد أبويه ..بحق صرخة كل فتاه مسلمة حرمت من أبسط الحقوق ..واستغاثة كل أم عجوز ..بحق كل قلب يعتصر حزناً وألماً ومرضاً.. بحق كل أسرة شردت وفقدت الأمان والإستقرار .. بحق كل شهيد بصمت دمائه على أرضك المقدسة، سنساندك بكل ما لدينا من قوة ودماء و وأرواح ومساعدات ودعوات..
إطمئني يا قدس فبعد الظلام ستشرق الشمس من جديد ، وستعم الحرية وستعود الروح والفرحة ، فمهما حاولوا تزوير الحقائق وتشويه التاريخ ستظل القدس عربية .. وستظل حروف اسمك تذكرنا بكل معانى الصمود والشجاعة والمقاومة والقوه ، فإسمك الغالى يعنى لنا ولأجيالنا القادمة الكثير من المعانى السامية ، التى يجب أن تدرس وتتخذها الشعوب قدوةً لهم منذ الصغر:
الفاء : فداء وتضحية لكل مواطن فلسطيني استشهد دفاعاً عن وطن نصفه شهيد ونصفه ينتظر الشهادة بكل صمود وقوه وإعتزاز .
اللام: لا استسلام.. لا خوف ..لا هروب ..لك القلوب تهفو ولك العقول تذهب ..لا سماح للظلم ولا للقهر ولا للدمار
السين : سلام الأقصى يسود أراضيكى..سماؤك تشهد على كل اعتداء يقابله شجاعة ابناءك البواسل ..ستبقى القدس عروس العالم، وقبلتنا الأولى، وزهرة المدائن.. ستحرر أرضك يا حطين ..يا مهد الأنبياء والرسل
الطاء : طين أراضي طاهره يمتزج بدماء الشهداء ..طيور سلام تحلق فوق أراضيكى المقدسة ، و تبشر بالغد المشرق ..طوفان الأقصى سينتصر مهما طال الزمان.
الياء : يد أطفال شجعان ، لا تملك سوى الحجاره الصغيره ذات المعاني الكبيره، يهتفون بالحرية والإستقلال ويطالبون أن يعيشون حياه حره أبية آمنه.
النون : نفس لن ينقطع أبداً ، يطالب بحقوق الإنسانية والرحمة .. نبراس أمل ينير الطريق ، ويبشر بموعد استرداد الأرض، وزوال الغمة ، ورجوع الحق، وتحقيق الحلم..
حروف من ذهب، و معان عديده تجسد ما يعانيه هذا الشعب الأبي الذى لا يقهر ولا يستسلم .. شعب ينتظر الموت فى أى لحظة دفاعاً عن أراضيه .. شعب شهد الكثير من المآسى والحرمان والضغوطات..سلبت منه الطفولة والفرحة والطمأنينة والإستقرار ..
ابشرى يا قدس.. إن نصر الله لقريب، وجميعنا على ثقة تامة بأنه سيأتى اليوم ليعود لفلسطين أمنها ..ويستعيد الأطفال أمنهم وبراءتهم .. سيلعبون بالطرق والشوارع دون خوف .. سيختفى صوت الطلقات وتتبدل بأصوات الآذان وأجراس الكنائس ، وستنعدم صور الأدخنه والنيران وتتبدل بصور الزهور والطيور والألوان .. سيعم الخير وتختفى الآهات والأوجاع..وسنستمع إلى دعوات الشيوخ والأمهات من جديد .. ستبقى القدس مدينة الصلاه ..لن تغلق أبواب المساجد والكنائس ،وسيهزم كل معتد أثيم.
وستظل حروف اسمك الغاليه مضويه فى سماء العالم العربي ، لن تستطيع أحرف وكلمات المعاجم بأكملها أن تعبر عن مكانتك داخل قلوبنا ،واعتزازنا بشعبك الصامد ، وستظلين قبلة المسلمين مهما شوهت الحقائق ،ومها ساد الظلم والعدوان .
تعليقات
إرسال تعليق