مرحلة الاستنزاف.. كتبت: د سلوي محمد علي
أصعب المواقف التي مرت علينا في هذه الفترة الحرجة ...هي نظرات الحيرة و القلق و الغضب و الاستغراب التي إرتسمت جراء التشييت و التخاذل الملحوظ في الموقف العربي فيما يحدث و فيما يرسم و يحاكي من الدولة الصهيونية المغتصبة و يساندها في مواقفها المغلوطة أقطاب الدول الغربية الغريبة عن أواصرنا ومعتقداتنا و لا تشعر و لا تعبأ بغيرتنا علي مقدساتنا و علي حرمة الأرض التي تماثل العرض لدينا .
أين وحدة الصف العربي في الكلمة قبل الفعل .. كنا من قبل تحركنا و تلهب مشاعرنا مشاهد القمع و السحل و الإبادة التي كانت تقوم بها القوة الغاشمة الصهيونية في أهالينا العزل في فلسطين الأبية ... و لكن ما نراه الآن من مظاهر الإبادة الجماعية للاطفال و النساء و الشيوخ و الشباب .. إبادة و تدمير و سحق للهوية الفلسطينية عن بكره أبيها ، يقتلون الاطفال بوحشية حتي لا يكون هناك جيل لمستقبل فلسطين .. و للاسف لم تحرك ساكنا كل مشاهد الخزي و السحق و القتل و الغدر لدي أغلب القيادات العربية بالشكل اللائق لبشاعة الحدث .. إلا بإيماءات خرجت علي أستحياء من تعطل لغة الكلام فإنطلقت لغة الجسد غير محتسبة للنتائج حتي لاتضيع اللقطة .
فزاد هذا الموقف المتخاذل تعقيدا و عبئا علي قائد الأمة العربية الذي لا يتواني في الدفاع والحفاظ علي مكتسبات السلام الشامل العادل للمنطقة العربية .. و تم رفض ببسالة و شرف لكل الاملاءات العربية المتخاذلة او الخضوع للهيمنة الغربية في محو للديون المتراكمة ،و تخفيف الضغوط المالية ، و ثبات التصنيف الائتماني مما يتيح لنا سلاسة الإقراض و فترات أطول للسداد بحرية ينتج عنها إنفراجات مالية متعددة للوفاء بإلتزاماتنا الكثيرة و لضمان الاستمرار لحركة التنمية الشاملة المرادة ، و لكن لم تؤثر فينا هذه الاغراءات في التنازل عن شبر واحد من أراضينا في سيناء .
وجدت استفزازات كثيرة ترسل إلينا من هنا و من هناك في إستنزاف واضح لكل مبادئنا و قوانا الداعمة للسلم و اللاحرب و إيثار البعد عن ويلات النتائج المدمرة لقرون قادمة ، و تبعث برسائل غير عابئة بخطورة المرحلة الحاسمة التي نحن بصددها ، و مستغلة حلم و حكمة و كياسة قائدنا المغوار القارئ لكل ما يحدث و حسم بحزم بأن لابد من وقفة جادة إنسانية لوقف الإبادة الوحشية اللانسانية و الإلتفاف حول طاولة التفاوض للتعايش الآمن من جديد .. بعيدا عن حلم المد المشبوه في أراضينا .
لا نملك غير التوجه للمولي عز و جل أن يوحد صفوفنا وأن نحافظ علي حدودنا التي حاربنا سنوات من أجل تطهير ذرات الرمال المصرية من الإحتلال و يرشدنا للصواب و الاستمرار في دعم الإخوة الفلسطينين و مضاعفة قوافل الخير و إغاثة الملهوفين المحرومين في التأكيد في جميع المحافل العالمية و تحرك الدبلوماسية المصرية في حقهم المشروع في العيش بأمان في أراضيهم ووطنهم بكرامة و عزة بعيدا عن أطماع الدولة الصهيونية التي لا تتواني في إغتيال دولة اسمها فلسطين .
كاتبة المقال .. مدير مكتب موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ .
تعليقات
إرسال تعليق