القائمة الرئيسية

الصفحات

عاطفة المقاطعة.. كتبت د / سلوي محمد علي



نزلت كالعادة عقب صرف راتبي إلي السوق للإستزادة وسد إحتياجات وطلبات بيتي المختلفة ،  و عندما دخلت الهايبر المخصص للسلع و اللحوم و الدواجن وجدت الأسعار و قد شابها الجنون و تضاعفت بشكل لا يتناسب مع ما خصصته لهذا المشوار الشهري و اكتب بدقة ما ينقصني بعيدا عن فكرة العروض التي تهتم بالكم  ، و بالرغم من تقليل إختياراتي من الإحتياجات الشهرية نتيجة لإلتزامي بنظام واجب من الترشيد القاسي فرضته علي ميزانيتي التي تضم في نهاية كل عام العديد من الأقساط المؤجلة شهر تلو الآخر حتي وصلنا لآخر شهر في العام . 

و كان من الملفت تدفق عاطفة المصريين لشراء كل ما هو منتج مصري أصيل ..تركيبة المصري الرائعة حيث يتسارع كل الموجودين للفت نظرك لوجود مقاطعة لكل ما هو مستورد ، و لاثناءك إذا لم تعطي إنتباه لذلك في أنك ضمن منظومة المقاومة و المقاطعة عزمت و أردت أم لم ترد ، و فكرة أننا لابد أن نكون صف واحد خلف صناعتها المحلية الوطنية ، و نبذ كل ما هو غير مصري و إستبداله بالمنتج المحلي إحساسا منا بأننا بذلك نساهم في تكبيد العدوان و أقرانه لطمة تجارية إقتصادية تشل يده التي تساند الإرهاب وقتل الأبرياء .. هذا شعور كل من آمن بفكرة مقاطعة منتجات الدول الغربية الآثمة ويعتبر هذا الموقف هو أقل القليل في دفع البلاء عن أهالينا العزل في غزة المحصورة .

فرحت جدا بأن كل المنتجات المصرية تقف وتألقت في تقلد الصفوف الأولي في زهو و فخر و خاصة و أنها أصبحت منتجات تنافسية ذات جودة و شكل فاخر من الاخر ، و أنه قد  تراجعت الي الخلف و تقف علي إستحياء بل تتمني أن تزول من أمام كل المارة حتي لا تداس بالإقدام  كل المنتجات المستوردة التي نري فيها  غدر و خسة صانعيها و منتجيها .

و بنظرة موضوعية فأنا لا أحب خسارة أي تاجر أو صانع أخذ توكيل أو تصريح من أي منتج عالمي و أتي به إلي السوق المصرية و يستطيع الان تحويل تجارة المستورد الي صناعة مصرية و يفتح بيوت الملايين من الشباب المصريين  ، و لكن أيضا أتفهم و أقدر و أشعر بعاطفة المصريين المقدمة علي مقاطعة كل منتج  غربي ، إستحياءا منا لكل طفل بكي أو إمراة غدر بها  في حرب الإبادة غير المتكافئة الأطراف .

نتمني من المولي عز و جل جلاء هذا الهم الثقيل علي القلوب و إعادة الحق لأهله الذي لايضيع  أبدا طالما  نحن قيادة و شعب نقف علي قلب رجل واحد و مواقفنا واحدة لا تتغير بل نساند و نعزز و ننحاز بكل قوة و إيمان إلي حق الإخوة الفلسطينين في تقرير مصيرهم و العيش بأمان في وطنهم و بعيدا عن أطماع و أطماح الدول  الغازية المستبدة .

كاتبة المقال .. مدير مكتب موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.لا 

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك