أوقاتنا الصعبة.. كتبت د/ سلوي محمد علي
تمر علينا لحظات نختزل فيها كل عمرنا و نشعر فيها بمرارة الألم و الوجع من فراق غالي أو مغادرة حبيب أو تلون صديق أو صدمة من خذيان جسمك أو سندك في مداومة الحياة من إحتمال صفعة من صفعات القدر الذي يلين مرة و يضن مرات بإنبهار .
مرت علينا لحظات كثيرة ظننا فيها بأنها نهاية المطاف ..و لكن لطف الله و كرمه هون علينا الصعاب و يحولها لخبرات نرتكز إليها في طريق الحياة ، أو نمد بها غيرنا حتي يتفادي السقوط و الانكسار .
جلست حبيسة حيزي بضع أسابيع تنفيذا لتعليمات الطبيب ، وتفرغت فيها لشريط ذكريات إستقطب كل مخزون الذكريات ..و انت تتألم لا تجيد فن مقاومة إحتلال رصيدك الموجع بإفتقار ، و تتذكر فيها أيضا من مد يده و خفف عنك و من تواري بعيدا حتي تفيق من ضعفك المتكرر و بإظهار .
تتذكر فيها أيضا اليد الحانية التي شدت من أزرك و برزت فيك و لك مواطن قوتك و تميزك و تفردك و حاولت بإستماتة تجنيب تمكين هواجس الانهزام و تعاقب الزلات المختار .
و أنت حبيس نفسك تأتيك قوة من رب العباد التي تذكرك دائما بأنه لاحول و لا قوة إلا بالله الذي يعطي في الوقت الصح المناسب لا الوقت الذي نحن نراه ، تأتيك طاقة نور ربانية تحيط بك بلطف و بكرم و تعيد إليك ما تم سلبه في وقت الضعف بإقتدار .
إنها الحياة و كل ما يدور فيها من صنع ملك الملوك الذي أتقن كل شئ ببراعة و تأتي قوارب النجاة من حيث لاندري و من تغيير الحال في لحظة فارقة تعيد لنا الصواب بالأخذ دائما بالأسباب بإحترام .
إنها أوقاتنا الصعبة التي نتذكرها لتكون نبراس أمامنا لنشكر بدوام رب العباد حين يأتي اليسر بعد العسر و تسخير عباده الصالحين ممن يهونون علينا تعب الرحلة و هم السنين بشهامة و بإصرار .
كاتبة المقال ...مدير مكتب موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.
تعليقات
إرسال تعليق