لحظات قبل الانفجار.. كتبت د / سلوي محمد علي
يشعر الكثير من الناس الأن بإحباط مفعم باليأس من أن يعتدل و تتوزان سبل الإنفاق اليومي أو الشهري الحائر بين المتاح و اللامعقول من ناحية تصاعد وتيرة جنون الأسعار ، و من ناحية أخري إنهيار قيمة الموارد التي تستطيع أن تحصل عليها بأمان .
فأصبحت هناك معضلة حقيقية .. عجز عن فك طلاسمها أغلب خبراء الإقتصاد الحاليين حتي الآن .. المعادلة الخادعة بين تقريب الهوة الساحقة بين الإنفاق و التدفقات .
هل نستعين بخبير أجنبي في وضع حلول سريعة منقذة للإقتصاد و لظبط الأسعار ؟! .. أم نتخلي عن كل إحتياجاتنا و نترك السلع تبور و تتلف ، ثم تدور الدوائر علينا و يحاول التجار في إستيعاض الخسارة وإحداث نزيف جديد من جيوب المصريين .
إن العلاقة السوية بين العرض و الطلب أصبحت غير مجدية و لا منطقية ، السلع متوفرة و متاحة و لكن غاية الوصول لها أصبحت مستحيلة.. لا أتحدث هنا عن رفاهيات أو أحلام و لكن أبسط السلع و لا أعني هنا الذهب أو البترول بل سلع يحتاجها كل بيت مصر طليعة كل صباح من دقيق و بقوليات وزيوت و لحوم و خضروات و ألبان و جبن ، و لا أقوي أو أجرأ علي إدخال الفاكهة في التداول اليومي للإحتياجات ، كل ما سبق أصبح من السلع المحتكرة و التي تخضع لبورصة يومية و أحيانا متغيرة علي مدار اليوم .
يتملكنا الغضب من تفشي ظاهرة الإحتكار المرعبة التي طالت السلع الإستراتيجية الأساسية و التي تحافظ علي الأمن القومي و تحمي من تفشي و تكرار الجريمة من أجل لقمة عيش .. و لا أنكر الجهود الحثيثة التي تبذل من أجل السيطرة علي ذلك و الضربات المتعاقبة لوأد أي شبكات تقصد تخريب الإقتصاد و خلق و صناعة أزمات مثلما حدث في أزمتي السكر و البصل .. و أعلم علم اليقين بكم المؤامرات التي تحاك بنا خارجيا و داخليا ، و لكني رأيت أن نواجه مشاكلنا و نقتحمها بفروسية و لا نختفي تحت الرمال و لكن نواجه و نضع الحلول ، لأن الهجمة الشرسة من غليان الأسعار المتصاعد لا نستطيع نحن مواجهته إلا بالرقابة الجادة للتجار و الموزعين و المصانع و المتاجر و الهايبر و المتابعة المستمرة للأسواق و الإلتزام بقائمة أسعار جبرية للسلع الحيوية ..و زيادة المنافذ و الأسواق المدعومة من الدولة و التي تحتوي علي كل إحتياجاتنا اليومية بأسعار تنافسية ،و تأجيل قدر المستطاع تحميلنا بأيه زيادة في رسوم الخدمات أو التنقلات .. العدالة في إستنزاف العملات بتقنين السفريات للسفراء و الملحقين الدبلوماسيين ، و فتح المجال أمام الإستثمار الدولاري ووضع ضمانات بالعملة الصعبة و مضاعفة التصدير .
إنها صافرة إنذار قبل أن يحدث الصدام و الإنفجار الشعبي بكل طبقاته التي تعاني و تئن من تضاءل الدخل المحدود الممكن لانه حديث الساعة الآن بين كل المنتديات ، رغم كل المحاولات الحقيقية في زيادة الدخول و تكبد الدولة ميزانية عملاقة لخلق فرص للشباب ورفع المرتبات و زيادة المعاشات و التي تتلاشئ أمام توهج عملاق و غول تسونامي الأسعار غير المنطقي في السلع و الخدمات المقدمة لكل الشرائح ..و أسفي شديد لتغيير هيكلة الأنماط الحياتية الطبيعية و ليس نسبة ال1% المحلقة فوق الأحداث و الرؤوس ، فهناك معدوم الدخل و محروم من الدخل و مهموم علي الدخل .
كاتبة المقال .. مدير مكتب موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ
تعليقات
إرسال تعليق