القائمة الرئيسية

الصفحات

الانفلات السعري.. كتبت د/ سلوى محمد علي



واظبت منذ سنوات تعبت من عدها علي أن أقوم  بنفسي بشراء ما ينقصني وأستزيد بعض الشئ كما علمتني أمي أطال الله في عمرها لمواجهة أي طارئ أو ظرف مرضي نتيجة لتكرار عثراتي المستمرة لضعف ولتهالك البنية العظمية عندي وأحمد الله دائما من أنه دائما بعد العسر يأتي اليسر و يتجدد نشاطي من جديد  .. رويدا رويدا  تعودت علي أن اقوم بكتابة كشف بالإحتياجات الشهرية .. ونظرا لملازمتي بيتي لمدة شهر رضوخا لتعليمات طبيبي فأرسلت إبني و مساعدتي لتلبية المطلوب وفوجئت بكم الإنزعاج و الغضب يصب منهما علي حد سواء .. نتيجة الزحام الرهيب والوقت الطويل الذي أضاعوه في هذه المهمة ، وبدأت بالإستفسار عن سبب التأخير  ، وأخذوا يشرحوا لي كم الهلع الذي أصاب الناس وكم الجشع الذي فرضه المتجر الذي وضع سعر علي السلعة ولكن لم يسعفه الوقت لأن تغيير الأسعار أصبح علي مدار الساعة وتفأجوا بسعر مغاير تماما  عند محاسبة الكاشير . 


في هذه الآونة من كل عام  تحديدا و قبل الشهر الكريم كنا نتسابق في تجهيز ما يسمي بكرتونة رمضان للطبطبة علي الدائرة المحيطة بنا و المتعشمة في أن ننظر إليها ، و أن نستقبل سويا برضا نفحات و كرمات الشهر الفضيل شهر التلاحم والتكافل و الرحمة والعتق .. ولا حل ولا نجاة إلا بالتكاتف والتكافل الإنساني بعضنا لبعض.  

و الأن بعد الزيادات المرعبة تتسارع البيوت الأن علي تخزين أكبر قدر ممكن من السلع الغذائية لمواجهة الغلاء الرهيب الذي طال كل شئ ولا يتحمله الدخل الممكن للعيش الكريم  ،و الأهم للتمسك بإتمام صفقة كرتونة رمضان بأمان .

من غشنا فليس منا .. وكذلك من يغير الأسعار لسلعة تامةالصنع ومعروضة للبيع ويجاهر و يتعمد بتغيير سعرها كل يوم أو علي مدار اليوم فهي حالة غش تجاري لامحالة وجب تطبيق مخالفة الغش التجاري عليه .. فهذا يزيد العبء علي المواطن المستهلك ولا أجد مبرر من ذلك سوي تكبيدنا  مشقة تدبير إحتياجاتنا ومذلة الحرمان  من ضعف الموارد  وزيادة أرباح  ومغانم التجار علي أنقاض ما يطلق عليهم رمانة الميزان فإختل التوازن و أختلفت الموازين .

إن الإنفلات السعري نابع لامحالة من الإنفلات الأخلاقي فنحن الآن لا نتحكم في سعر أي سلعة سوي سعر العيش و السكر وتختفي وتظهر هاتين السلعتين وفق معطيات متعددة .. أما باقي السلع والخدمات و الأدوية وغيرها  فهي متروكة لتحكم وتغول و هوي من يقومون عليها بحجة أننا في سوق حر و إقتصاد رأسمالي يعتمد علي الربح و لا ينظر لأي اعتبارات أخري إنسانية كانت أو إجتماعية .

و الحل في زيادة المصانع الإنتاجية  التي تنتج السلع والأدوية  التي يحتاجها المواطن وهنا تزيد التنافسية في الجودة والسعر حتي لا نكون حكرا مباشرا أو فريسة مباحة يتلذذ صائدها بتعذيبها  ، والسيطرة من جديد علي من يتحكمون الأن في معادلة تقلب و تكدير المزاج الشعبي ..لابد من قبضة حديدية لتحجيم هذا الإنفلات قبل فوات الأوان .


كاتبة المقال .. مدير موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك