ما بعد حلف اليمين.. كتبت د / سلوي محمد علي
تم بالامس في العاصمة الادارية في صرح مجلس النواب الجديد حلف اليمين الدستورية للسيد الرئيس في حضور كامل لأعضاء مجلس النواب ليكون شاهد علي إستحضار متطلبات و آمال الحقبة الزمنية الجديدة و ما تتطلبها من تحديد الأولويات و فلترة الأطروحات التي إستلزمت وطلبت بلا شك فترة جديدة بفكر جديد و فريق عمل مختلف لإستكمال ولإتمام ما بدأته القيادة السياسية من إصلاحات و تغييرات لواقع كان بالأمس القريب مهدد بالانقراض نتيجة لعوامل عديدة .
و تلألأت جنبات وطرقات العاصمة الإدارية أخر باقورة الحصاد التعميري في أبهي صورة و الإستعداد المضئ الذي أظهر بصمة الإبداع المعماري و الإمتداد الطبيعي للتجمعات السكنية و الإدارية لفك إشتباكات و تسهيل لحركة الزحف و النمو التي شهدتها العاصمة القديمة .
إتجهت قلوب و أذان المصريين و أنصتت إلي خاطرة الطريق للست سنوات المقبلة يتلمسوا فيها تحقيق طموحاتهم و رغباتهم في العيش الرغد بعدما عاصره سنوات البناء و التقشف لبناء الجمهورية المصرية الجديدة التي تجاهر في حتمية تغيير الواقع القاسي الي حلم يتمناه كل المصريين و ينطلق بهم إلي الحياة الكريمة و لكن بالبذل و الجهد و العناء .. أعلم أنه لا تأتي بحبوحة العيش مع التكاسل و لا مع التواكل و لكن بتغيير ثقافة شعب في الكثير من المفاهيم الموروثة و أن نتجه قلبا وقالبا إلي التوكل علي الله و الأخذ بالاسباب و تكريس كل الوقت لإنجاح منظومة الأداء والتحول عن فكره أن الوظيفة أو أي عمل هو مجرد ساعات تقضي و تبعث هباء بل نهتم بجودة العمل و التركيز علي النتائج المحققة بالمخططة و التي تبذل كل نفيس من جهد دؤؤب و مثابرة حتي نصل الي ما نتمناه ، مع إعطاء كل مؤدي جيد لما يستحقه من حوافز مجدية للإنتاج و تحقيق معادلة عادلة و منصفة بين التدفقات و الدخول و بين الإنفاق المأمول ... إن نشهد و نشعر في هذه الحقبة بعدالة إجتماعية حقيقية .
ما بعد حلف اليمين هو نظرة بعيدة عميقة لإستكمال مسيرة الإكتفاء الذاتي للدولة المصرية والإهتمام بالمحاور الرئيسية للعمود الفقري للإقتصاد واعمدته المختلفة و المتنوعة و هم الصناعة و الزراعة و التجارة و الإستثمار و السياحة ..و نهتم بفتح أو إعادة تشغيل المصانع الهامة و التي تدخل مخرجاتها في مكونات الإنتاج و التصنيع المختلفة .. كذلك الإهتمام بجودة المحاصيل الزراعية و التوسع في زراعة الرمال الصفراء و إنشاء الصوامع و الصوب الزراعية المختلفة التي نجحت في العديد من المزروعات .. ثم التوسع في الإستثمار بكل صوره المعماري و الزراعي و البترولي و الصناعي و إعطاء المناخ الملائم و منح المزيد من المزايا للمصريين المستثمرين و خاصة رواد الأعمال من المرأة و الشباب والمشروعات الصغيرة و المتناهية الصغر وتوفير حزمة من التسهيلات الضريبية و التأمينية ، و منح قطع أراضي بتخفيض مناسب أو بتقسيط مريح التي تشجع رواد الأعمال علي بناء مشروعات خاصة ذاتية .
لما لا ننتهج سياسة إمبراطورية الصين الشعبية و التي قامت علي أكتاف المشروعات و الصناعات متناهية الصغر و تقديم التسهيلات لتحقيق مشروعات ناجحة حتي إكتملت كل دوائرها المختلفة وأصبحت أحدي النمور التي فرضت عملتها ومنتجاتها و سعلها الإستهلاكية علي كل الأسواق العالمية .
إنها أحلامنا نحن المصريين في أن نعيش حياة سلسة نشعر فيها بالإمتنان لوطننا الحبيب و ننعم بأفاق العيشة الرغدة بعد طول إنتظار ، ونحن نئن حتي مرت علينا سنوات الشقاء و البناء و تأجيل للأماني الممكنة .
كاتبة المقال .. مدير موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.
تعليقات
إرسال تعليق