المقاطعة ممكنة.. كتبت د / سلوي محمد علي
تحدثنا كثيرا عن آليات وقف جشع التجار الغير وطنيين ممن يلهثون عن ثروات طائلة جراء الغلاء الغير محتمل و الذي يدفع ثمنه و عواقبه كل الطبقات و لا سيما المواطن البسيط رغم ثقل حمولته و كثرة أوجاعه و مخاوفه من مستقبل يحمل في طياته الغيوم و السحب المتشبعه بسيل الإنقضاض علي جيوب المصريين و التي أصبحت لاتقوي علي مهاودة ما يتم من غلاء إستوحش بإمعان .
دعا السيد الرئيس أكثر من مرة بمقاطعة المنتجات المبالغ في أسعارها و تركها لبائعها راكدة حتي يميل و يستجيب لصوت العقل في إسترضاء مستهلكيها وعدم المبالغة و المغالاة في نزع الأمن القومي الإقتصادي في أن يؤمن كل انسان احتياجاته الأساسية دون ذل الحاجة أو مرارة الحرمان .
حدثت قبل ذلك مرات متعددة مقاطعة اللحوم و الدواجن فترة جعلت التجار و البائعين يهرعون ويجملون بضاعتهم و يخفضون من سعرها حتي تكون في متناول الكثيرين و أن تكون بسعر مقبول بعيدا عن جنوح الجشعين .
الأن و بعد أن إرتفع سعر الأسماك بشكل هستيري غير مبرر و لا مصدق ..جاءت صافرة الإنذار تحمل أنين المستهلكين بوضع نهاية لإستنزافهم دون رحمة أو رأفة ، وتم وقف شراء الأسماك بمقاطعة مكنتهم في يوم واحد بعد تكبد التجار خسارة كبيرة و تعفنت الأسماك و لم تجد مشتريها مما أدى إلي الهرولة في عدل للموازين و غربلة المستوحشين و المتحكمين في تحديد السعر و المغالاة اليومية حتي تتم الأمور بحكمة و ليست بشراهة المختلين .
أرفع القبعة لأهالي مدينة بورسعيد الباسلة و دمياط و غيرهم من أهالي المحافظات الذين أصروا علي حرمان التجار من السيطرة علي مقادير الأمور و الأسعار حتي رجعت إلي نصابها الحقيقي دون زيف أو جشع أو رعون.
لما لا نستخدم سلاح المقاطعة وتعميم فكر الإستغناء عن أي منتج أو سلعة مستفزة ومغالي فيها و محتكرة بفعل أيادي غاشمة لاترحم و لا تشعر بوطأة الجوع أو الحرمان من أبسط أساسيات الحياة و هي المأكل لكي نستطيع أن نعمل و نحيا و نبني الوطن .
كاتبة المقال .. مدير موقع و جريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.
تعليقات
إرسال تعليق