اغتيال الفكرة.. كتبت د / سلوي محمد علي
من آن لآخر نصدم علي وقوع جريمة مدبرة لإغتيال ووأد لبنات أفكارنا الثرية التي تسعي لتجنيد العلم لخدمة الإنسانية .. فمن سميرة موسي أول عالمة للذرة إلي ريم حامد عالمة الجينات .. سلسلة طويلة من قنص وبتر للعقل الباحث المفكر الذي لا يبغي غير نصرة العلم و رفع رايته .
كنت أظن أن الفرصة في البحث و الابداع متاحة في الخارج وأن العلم هو الاساس في لمعان مبدع أو مخترع و أنه الرهان الرابح في كل وقت و حين و يطفو و يسمو فوق أي مجد شخصي أوينظر إلى أي معتقد أو دين أوموروث .. و لكن هناك مصالح ونفوذ وأطماع تخلق جوا من الصدام وعدم الأريحية في العمل تحت ضغط نفسي مستمر .. تقصف معه ملكات الإبداع والتطوير ..بل تؤدي في النهاية إلي زهق روح لمجرد أنها تسعي للسمو و التحضر ؛ فلنترحم جميعا علي كل مخترعينا الأجلاء فهم شهداء في محراب العلم و ستظل أرواحهم عالقة في أعناق من خذلوهم .
دعونا ندعو هيئاتنا البحثية المختلفة بأن تحتضن كل نوابعنا وندعم ميزانيات البحث العلمي لانه السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية ومحاربة الأمراض وإيجاد الحلول للسيطرة علي ندرة الموارد وتنويع وتنمية الناتج ، وتطويع الأبحاث للحفاظ علي الثروة البشرية في أفضل حال .
لما لا نفعل كل الأبحاث المركونة التي أخذت من الوقت و الجهد و البحث الكثير ..فسنكون وقتها في مكانة أخري ..من يملك قوته ..يملك قراره .. فمابالنا و من يملك سلاح العلم الذي يسخر لنا كل عاص و يضعنا في منزلة رفيعة ..فالعلم هو ثروة الأجيال القادمة فلنطوعه بأنفسنا و داخل معاملنا و في أماننا .. بدلا من إغتيال مبدعينا تحت أعين خصومنا و حاقدينا .
كاتبة المقال .. مدير موقع وجريدة العدد الاول بمحافظة الجيزة و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ .
تعليقات
إرسال تعليق