نشوى حسن تكتب: ذكريات موظفة
منذ حوالي أربعة وعشرين عاما فأكثر عندما وطأت قدمي لاول للعالم الكبير من حولي وذلك بعد التخرج وتحولي من طالبة جامعية الي موظفة كما يطلق الجميع علي من ينزل لسوق العمل وقبل تلك اللحظة واحلامي طراودني بأنني سأكون في يوم من الايام نجمة ساطعة في سماء وزارة الخارجية وما كنت احلم به من التحاقي في البداية كملحق دبلوماسي ثم اتدرج لسكرتير بدرجاتها ثم إلي مستشار ثم الوزير المفوض ومن بعده سفير بدرجاته وظل الحلم يراودني بحكم دراستي للغة العبرية وما يتبعها من لغات كالانجليزية وتلك المهارات الأخري المكتسبة من دراسة التاريخ والدراسة الشيقة للديانات المقارنة إلي أن وصلت والتحقت كمتدربة بقطاع البترول ومنذ ذلك الحين وقد وجدت أن ما كنت اطمحه بدأ يتهاوى حيث وجدت عالم ملئ بالالغاز التي تحتاج للكثير من الشفرات والمفاتيح لفكها فماذا تفعل عقلية انسانه كل معلوماتها عن الحياة هي الحياة الوردية البعيدة عن الصدامات والنزاعات والشللية وكانت تلك هي الصدمة الأولى حيث بدأ النزاع الداخلي والغير مرئى لأحد غيرى كيف أن هؤلاء البشر مجتمعين علي قلب رجل واحد علي الرغم من اختلاف ثقافتهم وبيئاتهم لكن مافهمته هو أنني لابد وأن اواكب لكل ما يحدث واكون مؤيدة علي طول الخط ومن هنا بدء الضمير الحي يلح علي بعدم التقوقع بداخلهم والا انحاز لهم علي حساب الغير فكيف لي وان أسمح لغيري أن يستعملني كأداة للضغط علي الغير لانه لم ينساق لهم إلي أن جاءت النتيجة وتم الحكم علي بعدم الرغبة في التعامل مع شخصي لاسباب لا يعلمها الا الله ولكن ما أعلمه انا وكبرت عليه ورسخ شخصيتي هو طالما أنني لا اعمل شئ عيب أو حرام فانا صح بغض النظر عما يراني غيري فكل شخص يري أمامه من خلال ما يحتويه بداخله فلو رايتني خير فبداخلك الخير كله وان رايتني شر فانت منبعه وسرت بخطي مابين شد و جذب واهواء و حب مصطنع وحب من القلب لوجه الله وعدت علي سنوات مابين أولئك الذين شغلهم الشاغل الاستحواذ والسيطرة وان خالفت ذلك اكون تلك الشخصية السيئة المشينة الخبيثة التي لا احد يعرف عنها شيئا ولو ردخت لعالمهم سوف اكون شبهم. وقد تعلمت من كل ذلك أن *الفراغ الوظيفي* هو أهم الأسباب لفشل اي منظومة وعليه فلابد وأن يعلم الجميع أن نزولنا من أجل لقمة العيش هو سبب اساسي لحياة كريمة وسد احتياجات الأسرة بعيدا عن الجلسات التي لا تخلو من النميمة وسيرة القاصي والداني والبحث والتدقيق في حالة كل شخص يمر سواء كان رجل أو امرأة ومن هنا يأتي الفشل و عدم تحقيق الأهداف المرجوة لأن اولي أوليات هؤلاء الأشخاص هو النزول لتحقيق اللفظ الدارج for fun وليس لتحقيق المستوى المطلوب لنجاح العمل ولذا فليس من المعقول أن ننشغل بغير أعمالنا التي تستحوذ على اكبر عدد ساعات في اليوم الواحد التي تتعدى ثمان ساعات وتمتد احيانا لعشر ساعات واحيانا أكثر لمن يتدرجون في الوظائف القيادية اعانهم الله ولذا علي كل إنسان أن يتق الله في عمله ويتق الله في من حوله ويستودع خروجه للعمل وما يقابله من متاعب أو صعوبات عند الله حتي يجازى عليه بالثواب العظيم.
فقد قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
صدق الله العظيم
تعليقات
إرسال تعليق