القائمة الرئيسية

الصفحات



كتب: محمد صلاح غريب  

لا يستطيع الانسان ان يقول كلمة الحق في أي موقف ولأي شخص، وإلا ساءت علاقته بالكثيرين. وقد تكون كلمة الحق مكلفة أحيانا إذا كانت تتعلق بمواضيع  مهمة  كالأمور المالية أو الارتباطات الاجتماعية أو سمعة الأشخاص، وقد يجد صاحبها نفسه في موقف صعب في مواجهة الآخرين.


وفي وقتنا هذا الذي اصبحت فيه أعظم الأشياء رخيصة، واصبحت المبادئ  تحمل معنى آخر، فالكذب أصبح مجاملة، والنفاق أصبح شطارة، والتلون وتغيير المبادئ  اصبح اسلوب حياة ، والسكوت على الظلم مسالمة ، وحدها كلمة الحق ظلت عزيزة وغالية الثمن، يخشى الكثيرون أن يدفعوا ثمنها ويستحون منها إن لمعت في تفكيرهم لأنها تعايرهم بجبنهم فكم مرة رأى إنسان في محيط عمله ظلما وتعسفا بحق الآخرين، أو رأى ما لا يجب السكوت عليه من فساد ومحسوبية وطأطأ رأسه ومضى في سبيله خوفا على رزقه أو منصبه!


وعلى المستوى الشخصى أشعر بالرضى  النفسى عندما أرى بعض الاشخاص  لا يكنون الود لي ولكنهم يقولون الحق في صالحي عندما تكون كلمة الحق واجبة لأن الحق أحق بأن يتبع بغض النظر عن أهوائنا الشخصية ومشاعرنا تجاه الآخرين. وأعتقد أن الرجل إذا كان معتقلا فعيب عليه أن يرى الباطل ويسكت، أو يرى الحق ولا ينصره. فهذا كمال للعقل قبل ان يكون كمالا للرجولة، فكلمة الحق تحتاج إلى قوة، ومن يخف لن يقول كلمة الحق، ومن لا يقولها لا يخاف الله.

ألا يذكر بعضنا أنه سكت عن كلمة لو قالها لردّ ظلما عن مستضعف، أو حفظ حقا لصاحبه، أو كف ألسن الآخرين عن تلويث سمعة غائب، وذلك من أجل استرضاء الآخرين وخوفا من إثارة واستفزاز الأصدقاء والمقربين؟

وقد تدفع فعلا كلمة الحق بصاحبها الى زاوية صعبة، ولكن عدم قولها يضعه في مواجهة مع نفسه ومع التزامه الأخلاقي، واحترامه لذاته ويجرُه إلى دائرة من السلبية والنفعية جرّت إليها الكثيرين. ففي الماضي كان الرجل يقول: «أقول كلمة الحق ولو على رقبتي»، فما الذي حدث اليوم؟ هل تغيّر الإنسان أم تغير الزمان؟! وفي أي الدروب تاهت كلمة الحق، وهل مازالت تستحق ثمنها؟!

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك