أمومة ديروط.. بقلم د سلوي محمد علي
ألقي حادث إنقلاب ميكروباص في مدينة ديروط الضوء علي أهم قيمة في حياتنا و هي قيمة العطاء و التضحية و البسالة من أم أفرز لديها هرمون الأمومة في لحظة هربت منها كل الحسابات و القياسات و زهوة الحياة و تبقي فقط إحساس الأم بوليدها الذي لا يخيب .
نعم هي نموذج لكل امهاتنا العظيمات اللاتي يستحقن اللقب عن جدارة و إستحقاق .. هي أم تحركت غريزتها قبل أن يفرز هرمون الأدرينالين المقاوم للخوف علي نفسها وسبقتها أنفاسها و إذا بيدها الضعيفتين تلقي بهما إلي الخارج لينجوا من الموت المحقق بعد غرق الجميع في المياه ، أنها لحظات قاسية علي النفس أن نري بأعيننا الموت يلاحق نفس بشرية كانت منذ ثواني معدودة علي قيد الحياة .
لقد سطرت هذه الأم الجسورة بحروف من نور بصمة و ذكري لن تنسي في إخلاص النية في العطاء بلا حساب للعمر أو لمتع الحياة و أهمها المال و البنون زينة الحياة الدنيا .
و هنا أتوجه بالتقدير و التحية لكل أم ضحت من أجل رعاية أبنائها و دوام مسيرة أسرتها و كل أب رجل يتحمل مسؤولياته في ثبات و إستمرار ، وهنا لابد من تفعيل دور الإعلام و عرض النماذج الإيجابية و الدعوة إلي مكارم الاخلاق و قيام كل فرد بدوره نحو أسرته و مجتمعه ووطنه جنبا الي دور الاسرة و دور العبادة و التعليم المختلفة في غرس معاني الوفاء و إنكار الذات و العطاء الذي تبني بهم المجتمعات و الشعوب .
كاتبة المقال .. إحدي كتاب موقع كواليس البترول و مدير عام بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.
تعليقات
إرسال تعليق