القائمة الرئيسية

الصفحات

شيماء محمد تكتب: "حب لا يخبو "



في يومٍ من الأيام، تحت ضوء القمر والأنسام، جلس شابٌ هائمُ الفكر، تتلاعب في قلبه الأحلام. قال له صديقه: "اليوم عيدُ الحب، فهل من قلبك حبيب؟ أم أن دربك في الهوى ما زال غريب؟"


ابتسم الشابُ في هدوء، ونظر للأفق البعيد، ثم قال بصوتٍ عذبٍ مجيد:

"حبيبي ليس شخصًا يرحل، ليس قلبًا قد يُبدَّل، حبيبي ترابٌ أتنفسه، سماءٌ تحضنني وتظلل، نيلٌ يروي عطشي، وشمسٌ لا تأفل."


تعجب الصديقُ من جوابه، وقال متسائلًا في عتابه:

"أليس الحبُ عاطفةً تهيم، وقلبين في العشق يلتقيان؟"

فأجابه الشابُ في يقين:

"وهل هناك حبٌ أصدقُ من حب الأوطان؟"


"الحبُ ليس وردةً تهدى، ولا هديةً تُنسى وتُهدى، الحبُ فداءٌ وعطاء، وقلبٌ للوطن يفدى!"


ثم أطرق الشابُ رأسه قليلًا، وقال بصوتٍ تخنقه الذكرى:

"أرأيتَ أمًّا تفقدُ ابنها، لكنها تحيا لأجله؟ أرأيتَ جنديًا يبتسم للموت، فداءً لحقه؟ هذا هو الحبُ الذي لا يخبو، وهذا هو العشقُ الذي لا يشيخُ ولا يشيحُ بوجهه!"


نظر الصديقُ حوله، فرأى الشوارعَ تسردُ حكايات، والمآذن تنشدُ الأمنيات، وأدرك أن الحبَّ وطن، والوطنَ حب، فمن عرفه عاش كريمًا، ومن خانه تاه في الدروب مشتتًا بلا سبب!


وقبل أن يغادر الصديقان، مرَّ طفلٌ صغيرٌ ممسكًا بعلمٍ كبير، يلوّح به في الهواءِ كأنما يراقصُ النسيمَ العليل، فابتسم الشابُ وقال لصديقه:

"إن أردت أن ترى الحب، فانظر إلى عيون الأطفال، إلى ضحكاتهم البريئة، إلى أملهم الذي لا يذبل، فحب الوطن يسري في دمائنا، منذ أن نولد وحتى نرحل!"

ثم نظر إلى الأفق، وقال بصوتٍ يملؤه الفخر واليقين:

"هذا هو الحب الذي لا يخبو، العشق الذي لا يضيع، والوعد الذي لا ينكسر... حبٌّ يولدُ معنا، ويظلُّ في قلوبنا ما دامت الحياة!

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك