كتبت د / سلوي محمد علي
تداولت الأخبار حول فخ منصة FBC التي نسجت شباكها علي أحلام البسطاء الموهومين ممن يحلمون بالكسب السريع بلا كد أو بذل جهد يوازي ما يتمنوه من حلم الثراء و العيش الرغد و الإنفاق بلا حدود .
ماذا قدمت هذه المنصة الخبيثة من أفكار براقة جذبت كل هذه الفئات المختلفة حتي إنتشرت كالسرطان الذي يدمر كل خلايا الجسد بلا رجعة و لا هوادة ؟!.
البداية كانت بالاغراء بمضاعفة أي مبلغ و بدأ الصغير يكبر و يزداد ربحه و تتضاعف مكاسبه ، حتي أصبح المستفيد معتمد بشكل يومي علي هذا الدخل السريع الذي لا ينقطع عبر شهور طويلة .
و تتسع معها رغبات التوسع والتواكل و جذب الآخرين عن طريق إتساع دائرة المشتركين مما يزيد من الأرباح الوهمية .
و الغريب أنه علي مدار عام كامل توسعت و تشرست و تضخمت هذه المنصة المخادعة و تكالبت عليها أموال بالمليارات من ملايين المصريين ، فهناك من باع أرضه أو ماعليها من ثروة حيوانية تدر دخل يومي و رزق و خير وفير ، و منهم من باع مقتنيات ذهبية أو سحب مدخراته البسيطة منها و الكبيرة وشارك بكل ما لديه من أجل الوهم السريع الذي أوقعهم في براثن شياطين الإنس المحترفين في مخططات النصب قصيرة و طويلة المدي وممن يدركون ببراعة كيف يلعبون و يتمكنون من أحلام الموهومين .
حدث كل هذا بعيدا عن أنظار الجهات الرقابية و جهات المحاسبة و كل ما نطلبه الآن هو إحكام الرقابة الإلكترونية علي هذه المنصات التي تظهر و تختفي دون رقيب و دون تراخيص أو إلتزامات قانونية تلزم المجتهد بالإستمرار وتستبعد و تجنب المتلاعب .
لقد إفتقد شبابنا للقدوة التي تحرك توجهاتهم لكي يعلموا أن الأموال لا نعثر عليها في الطرقات و لكن هي أعمار تدفع ، و صحة تذهب ، و جسد تأكله الأيام ، و أن ما يأتي بلا تعب .. يذهب أيضا بلا سبب .
للأسف أنه الطمع أفه المجتمع السائدة التي تسيطر علينا الأن ، و علي عقول الكثيرين مما يروا من النماذج الضالة التي تطفو علي السطح وتمنح الشهرة و تكسب الملايين من الأموال بسبب المشاهدات التي تؤكد أننا السبب الأول في هذا المسخ ، و ننسي أنه من جد وجد و من زرع حصد أنه غرسنا الذي ننتظره .
كاتبة المقال .. كاتبة بالموقع و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.
تعليقات
إرسال تعليق